لبَّيْكَ ربَّ العالمينْ
لبيك جئنا طائعينْ
لبيكَ بالدمعِ الهتونِ يُفيضُه وَجَلٌ ورُعبُ
فالعينُ ترنو للسماءِ ، ودمعُها الهدَّارُ سُحبُ
والقلبُ يَلْهجُ بالدعاء وقد تَلَجْلَجَ فيه ذَنْبُ
أَدعوك ، يا ربَّ العبادِ ، وليس لي إلَّاك ربُّ
وهُداكَ للغفرانِ دَرْب
وإليه بالآلامِ نَحْبو
***
لبيك صرخةُ ضارِع نثر الخوالج في الأنينْ
قد جاءَ يدفعُه الرجاء وقد تزوَّد باليقينْ
ظمأنَ يلتمسُ الرُّواءَ ، وأنت وِرْدُ الظامئينْ
فأغفر ذنوبَ التائبينَ وقد تنادَوْا سائلينْ
وَأَجِبْ سؤال الوافدينْ
الضارعينَ الخاشعينْ
***
لبيكَ أرواحُ يموجُ بها التبتُّلُ في الصعيدِ
فتذوبُ حبَّاتُ القلوبِ من الضراعةِ في نشيدِ
والرَّجْعُ جذَّابُ الأداء وقد تماوجَ في الوجودِ
ينسابُ من بيضِ المآزِر خُشَّعًا في يوم عيدِ
يوم التضرُّع والسجودِ
يوم المثوبَةِ للوفودِ
***
لبيك أفواجٌ تلاقتْ في حِمَاك على نَدَاك
من كل صوبِ قد أَتَتْكَ وكلُّها ترجو رِضَاكْ
وتطوفُ بالبيتِ العتيقِ ، وأنت تُشْرفُ من عُلاكْ
لتجيبَ دعوةَ من دعاكَ وقد تندَّمَ إذْ عَصاكْ
لبيك لا ربٌ سواكْ
أنت المجيبُ لمِنْ دعاكْ
لبيك ربَّ العالمينْ
لبيك جئنا طائعينْ
مجموعة النيل، الديوان الخامس «على الضفاف 1381هـ/1961م»، ص 471، 472
لقراءة القصيدة من الديوان أضغط هنا