You are currently viewing قصيدة موكب النور

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف

لَيْلَةُ دُونَ حُسْنِهَا اللألاءُ هَتَفَ الْبِشْرُ تَحْتَ جُنْحِهَا وَالرَّجَاءُ
لَيْلَةٌ وَالصَّبَاحُ دُونَ سَنَّاهَا فَهِي فِي الدَّهْرِ لَيْلَةٌ غَرَّاءُ
فِيهَا الطَّيْرُ فِي الروابي تَغَنَّى وَبِأَلْحَانِهِ تَهَادَى الصَّفَاءُ
وَبِهَا الْبِشْرُ وَالطَّلَاَقَةُ وَالْإشْرَاق تهمي كَأَنَّهَا أنْوَاءُ
وَبِهَا صيدح الزَّمَان يُنَاغِي هَاتِفَ السَّعْد والمنى أَصْدَاءُ
وَبِهَا الْكَوْن سَابِحٌ فِي نمبر مِنْ ضِيَاءٍ وَمَا لهُ أَمْدَاءُ
وَبِهَا الشَّرُّ أخرَسٌ غَالَهُ الذُّعْر، وَإبْلِيسُ نَائِح بكَاءُ
وَبِهَا أَنْجُمُ السَّمَاءِ تَبَاهَتْ فِي عُلَاِهَا، يُفِيضُ مِنْهَا الضِّيَاءُ
هَبَطَتْ لِلصَّعِيدِ، تَسْتَقْبِل النـُّور، وَالنُّور سَافِرٌ وضاءُ
عَبْقَرِيَّ الْإِشْعَاعِ ضاحي التَّبَاشِير بَهِيجَاً، وَفِي سَناهَا الْبَهَاءُ
بِالَّذِي جَاءَ لِلْحَيَاةِ بَشيرَاً وَلَنَا مِنْ ضُلَّالِهِ أفْياءُ
بِالَّذِي طَهَّر النُّفُوس مِنَ الرِّجْسِ بِهَدْيٍ بِهِ الْوَرَى يُسْتضَاءُ
بِالنَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، بِالْمُصَلِّحِ الْفَذَّ بِمَنْ فِي أَكُفِّهِ النَّعْمَاءُ
بِإمَامِ الْأَبْرَارِ مِنْ رُسُلِ اللهِ بِطٰه لَهُ النُّفُوس فِدَاءُ
بِالَّذِي كَانَ هَدْيُهُ تَنْزِيلًا مُحْكَم الْقَوْلِ فِي بَيَانِهِ لأَلاءُ
كُلُّ آياته مَنَاهِلٌ لِلْخَيْرِوَفِيضٌ يَعُبُّ مِنْهُ الضِّماءُ
فَهِي وِرْدٌ، سَبِيلُهَا طَاعَة الله وَفِي نَهْجِهَا السَّوِيِّ الشِّفَاءُ
لِلْعَلِيلِ السَّقِيمِ، لِلسَّائِلِ الْمَحْرُومِ لِلْكَلِّ مَنْ جِدَاهَا رَوَاءُ
لِلْمُطِيع الْمُنِيبُ، لِلْجَارِمِ الْعَاصِي وَلِلْكَلِّ مِنْ سَمَاحِهَا أَنِدَاءُ
فَهِي لِلَحَق وَالْعَدَالَةِ دِينٌ وَهِي لِلظُّلْمِ وَالشَّقَاءِ فَنَاءُ
وَهِي لِلطُّهْرِ وَالْفَضِيلَةِ وَالْأخْلَاقِ نَبِعٌ نَمِيرَهُ مَشَّاءُ
شِرْعَةٌ عَذَّبَةُ الْمَنَاهِلِ يَجْرِي مَنْ يَنَابِيعِ فَيْضِهَا التُقَىٰ وَالْإِخَاءُ
تَتَحَدَّى الْأَجْيَال فَهِي صُرُوحٌ رَاسِخَاتٌ وَكُلُّهَا أَضْوَاءُ
وَهِي فِي صَفْحَةِ الزَّمَانِ كِتَابٌ وَهِي فِي الْكَوْنِ مِلَّةٌ سُمَحَاءُ
فُصِّلَتْ آياتُها فَكَانَتْ مَنَارَاًكَمْ تَدَاوَتْ من هَدْيِهِ الْأنْوَاءُ
صلواتُ الإلهِ تَتْرَىٰ عَلَيْهِوَبِتَرْدِيدِهَا يَطِيبُ الدُّعَاءُ

مجموعة النيل الديوان الثاني «همسات 1952م/1372هـ»، ص 97،96

لقراءة القصيدة من الديوان أضغط هنا

عدد المشاهدات 160

اترك تعليقاً